جلب العراق مؤخراً أنظار الإعلام له وذلك بعد خروج متظاهرين في عدد من المدن الشيعية، فنحن نعتقد ان شرارة هذه المظاهرات قد جاءت من الخارج، وهناك كثير من الدلائل تؤيد هذا الإعتقاد نذكر منها، سفر رئيس وزراء العراق من أجل التواسط بين إيران والسعودية، وقبلها إلى الصين إذ تعتبر هذه الخطوات صعبة الهضم بالنسبة لأمريكا لانها ستؤدي إذا ما نجحت إلى تخفيف التوتر في المنطقة وفي المقابل تقليل شراء الأسلحة من أمريكا، وأيضاً يعتبر سعي البرلمان العراقي لإقرار قرار ينص على لغو المعاهدات الأمنية بين العراق وامريكا ويطالب بإنهاء تواجد الجنود الامريكان في العراق؛ سبباً آخر يضاف إلى الأسباب التي تؤيد مقولة ضلوع الخارج في الأزمة العراقية الحالية.
وأيضاً المواقف العراقية ضد الكيان الصهيوني، كإعلان رئيس وزراء العراق بأن الهجمات التي طالت مقرات الحشد الشعبي هجمات صهيونية، وقبله إدانته صفقة القرن. سببان يضافان إلى الأسباب التي تدعم مقولتنا بان الشرارة في العراق أُعدت خارجياً.
واللافت هو حضور أفراد يتبعون للبعث ولأمريكا ك"أحمد الحلو" وعلى منصة التويتر نجد "رغد صدام حسين" تحرض البعثيين على الخروج، وأيضاً الحضور الملحوظ للسعودية في الاحداث الأخيرة عن طريق إعلامها الذي حاول تاجيج الصراع وزرع الفتنة، المتمثل بقنواتها _سيئة السمعة_ كالعربية والحدث، وايضاً عدم الدعوة للمظاهرات من قبل الفصائل الحقيقية المنتقدة للحكومة، ونضيف إلى ذلك عدم وجود قادة فعليين للمظاهرات، وتحريك الشباب من قبل صفحات الفيس بوك القريبة من السفارة الأمريكية وإطلاق شعارات تحرض على إيران، جميعها اسباباّ تؤيد نظريتنا القائلة أن من حرض على المظاهرات هي جهات خارجية.
ومن الدلائل أيضاً التي تدعم قولنا هو عدم معرفة الطبيعة الثقافية للشعب العراقي، فإذا كان الذي دعا إلى هذه المظاهرات مجموعات عراقية داخلية فمن المؤكد أنه كان سيختار وقتاً اخر لإعلان المظاهرات، فكثيرِ من العراقيين في هذا الوقت يتجهزون من أجل مراسم الأربعين، وأيضاً إختيار هذا التوقيت كفيل بأن يروج ويهول من الظاهرات الموجودة التي لا تزيد عن المظاهرات التي خرجت في العام الماضي، ومال الكثير إلى أن الهدف من التوقيت هو زعزعة مراسم الأربعين والروابط بين إيران والعراق، الأمر الذي لن يصلوا إليه وان مراسم الأربعين سوف تقام بحماسة أكبر من سابقاتها.
لا يمكننا القول ان جميع المشاركين في المظاهرات هم اتباع لأمريكا او البعث، نعم هناك شريحة كبيرة من المواطنين في العراق الذين يعانون من نقص الخدمات الإجتماعية وغيرها وجدوا الفرصة للتعبير عن إعتراضهم وغضبهم، وأيضاً مواجهة المتظاهرين بشدة من قبل رجال الامن ساهمت في إزدياد التوتر وإحتدام المشهد، والأمر الغير قابل للشك هو انه إن لم يكن هنالك شعارات ضد إيران في المظاهرات لزادت الأعداد أضعافاً مضاعفة.
والواجب ذكره هوموقف الفصائل الشيعية الأصلية ومجموعات المقاومة، فقد دعمت هدف وأصل المظاهرات، ولكن أدانت الاعمال التخريبية، وايضاً دعت عبد المهدي لسماع أصوات الناس وأعطته فرصة لإجراء الإصلاحات كمسألة البطالة وغيرها من المشاكل. فنظراً إلى الشروط الراهنة وبداية مراسم الاربعين هناك احتمال كبير ان تتوقف هذه المظاهرات، ولكن هناك احتمالاً آخر بأن تعود مرة آخرى إلى الشوارع بعد نهاية الأربعين ولكن في المرة القادمة يمكن لها أن تخرج من مناطق آخرى كالبصرة مثلاً. /انتهى/
/سيد مجتبى حيدري/
تعليقك